رئيس بلدية عيترون: نحتاج ما بين 3 و5 سنوات لإعادة الإعمار
رئيس البلدية سليم مراد لـ «الأنباء»:
لم يعد الناس إلى بلدة عيترون الجنوبية بعد أن دمرت اس.رائيل نحو 80% منها وقضت على نحو 2400 وحدة سكنية في شكل كلي من أصل3000، أضف إلى أن مقومات العيش غير متوافرة من مياه وكهرباء واتصالات ومحال وأراض زراعية ومزارع للأبقار والأغنام تعتبر موردا أساسيا لأبنائها وغير ذلك.
«أربعة أيام فقط دخلناها إلى البلدة بعد وقف إطلاق النار كانت كفيلة بالوقوف على حجم الكارثة التي لا يتصورها عقل، والتي تعبر عن القوة التدميرية التي استخدمتها اس..رائيل في حربها الأخيرة على لبنان».
«احتياجات الفرد الأساسية غير موجودة بل منعدمة، ونسبة السكان صفر، وسنواجه تحديات صعبة لإعادة الإعمار التي تحتاج ما بين ثلاث إلى خمس سنوات بعد أن اندثرت بعض معالم القرية، وتحول ما بقي منها إلى أطلال. هذا يلخص المشهد أمام الناظر إلى البلدة ليدرك ما آلت إليه عيترون بعد أن نزعت عنها إسرائيل صفة الحياة، ودمرت البيوت الحجرية القديمة التي يفوق عمرها المئة عام، بعد أن نسفتها وجرفتها لمحو أي أثر في المشهد ولطمس الذاكرة، وتحتاج إلى مكتب فني بعد أن ضاعت معالمها وحدودها».
“حاولنا أن نجد فرصة أمام الأهالي لدخول البلدة من خلال فتح الطرقات بواسطة الجيش اللبناني وقوات «اليونيفل» لتسهيل العودة، ورفع جثامين الشهداء وأن نعيد بعض مقومات الحياة اليها. إلا أن الجيش الإس..رائيلي أطلق الرصاص، وعمد بعد ذلك إلى وضع سواتر ترابية على مداخل عيترون، وأطلق تهديداته ونفذ غارة من مسيرة. واليوم تجوب آلياته العسكرية البلدة، ومؤخرا قام بنسف وحرق ما تبقى من المنازل. وعليه فإن عودة أهالي البلدة الذين توزعوا على أكثر من منطقة في الجنوب محفوفة بالمخاطر، ويطلبون من البلدية تسهيل عودتهم حتى لو نصبوا خيمة، لكننا ننتظر انتشار الجيش اللبناني ليطمئنوا”
«إلى جانب الدمار المخيف في المساكن والبنى التحتية وغير ذلك مما سبق ذكره، هناك أضرار بيئية كبيرة جدا لحقت بالأراضي الزراعية، وروائح تنبعث من كل جانب نتيجة الأسلحة التي استخدمتها إس..رائيل».
البلدة «ذات طابع وهوية زراعية، ويمارس أهاليها أعمال الزراعة المتنوعة كالفاكهة والخضراوات، وفي شكل أساسي التبغ. وهي تعتبر الأولى في لبنان في هذه الزراعة. ونتيجة العدوان الإس..رائيلي خسر أبناء البلدة الموسم في السنة الماضية، والموسم القادم تبدأ زراعته في شهر مارس، هذا اذا سمحت الظروف الأمنية والميدانية ليتاح المجال أمام رفع الأنقاض والتأكد من خلو الأراضي من المتفجرات».
والى جانب ذلك، تعرف عيترون بتربية المواشي، وهناك 40 مزرعة للأبقار. وللغاية أقامت البلدية مصنعا للألبان والأجبان. ويقوم المربون يوميا بتسليم الحليب إلى المصنع. ولأن غالبية المزارع تقع خارج البلدة أي على حدود المالكية، البلدة المتاخمة لفلسطين المحتلة، فقد دمرت إس..رائيل غالبيتها، لأنها وبحسب زعمها لا تريد منشآت مدنية مقابلة لها.