تاريخ النشر : 30\5\2024
د. محمد عيسى
أهالي الشريط الحدودي المحاذي لفلسطين المحتلة الذين تركوا بيوتهم قسراً ليحافظوا على عيالهم وأطفالهم من بطش العدو الإسرائيلي وآلة قتله والذين يصح تسميتهم بأهل الصبر والكرامة وهم يرفضون تسميتهم بالنازحين، ارتضوا تحمل عناء الخروج من منازلهم برفقة شيوخهم والأطفال، أما شبابهم فقد أبقوهم في قرى المواجهة لردع العدو وحفظ أرض الوطن ، ما من عائلة إلا وكان لها حصة في تقديم التضحية لأجل حفظ الجنوب وأرضه سواء بالدم مجاهدين ومسعفين ومدنيين اطفال وشيوخ ونساء، شهداء وجرحى ، يقدمون الدماء والأرزاق والبيوت وكل ما يملكون، ليضعوا على رؤوسهم تاج العزة المرصع بنصرة المظلوم وقتال الظالم ، تاج العزة والكرامة . يضاف إلى صفاتهم بالكرم والنخوة والغيرة والحمية ومساعدة الملهوف، و هم أهل ديارٍ واسعة أبوابها مشرعة لاستقبال الضيوف.
صدمة لم يستوعبها أهل الجنوب الحدودي من كيفية التعاطي معهم من قبل بعض البلديات الجنوبية، فمن بعد ما أُثير من تساؤلات عن موقف اتحاد بلديات صور لجهة فتح فرص عمل بالنظافة لأهالي الشريط الحدودي المقيمين مؤقتا في قراه ولم يصدر اي توضيح بعد منه بهذا الشأن، حتى ظهر اعلان صادر عن بلدية الكفور _ تول تحت عنوان “مشروع نظافة” يفسح الجال امام النازحين للعمل ببدل 15 دولار يومياً.
ان كان أهالي الشريط متصبرين على ظلم المحتل ، إلا أن ظلم ذوي القربى أشد.
ارتضوا الصبر على قتال العدو الإسرائيلي لأجل الكرامة ، لا لأجل الإذلال بين ابناء جلدتهم.